يحيى الأحمدي
صاحب الفخامة الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي. المحترم.
تحية طيبة وبعد.
سيادة الرئيس، لقد منحك القدر فرصة لم تكن متوقعة حتى من قبلك، وجاء بك إلى كرسي الحكم، ووليت أمر 30 مليون يمني يعانون منذ 8 سنوات من أبشع أشكال القهر وألوان التنكيل والخذلان في بقايا وطن منهك يتخطفه الخونة والمرتزقة وعيال الوضع الشاذ.
يا سيادة الرئيس، لعلك كنت تريد مثل هذا المنصب أن يأتيك وأنت في مرحلة عمرية قبل ما أنت عليه الآن، أو أن تأتيك الفرصة والبلد في حال غير الذي هو عليه، لكنك لن تجد السعادة ذاتها فيما لو تمكنت من إنقاذ هذا الشعب المختطف من قبل عصابة عنصرية مسلحة، والمغدور به من قبل نخب تافهة سلمته للمليشيات وفرت بما في يدها من متاع تبيع وتشتري وتقتات على حساب أنين الموجوعين والمتعبين.
يا فخامة الرئيس، لقد جاء قدومك بعد ثمان سنوات من الضياع والعبث والتدهور وغياب الدولة، وكنا قد خضنا صراعا مريرا ضد ذلك حتى جفت أقلامنا وبحت أصواتنا واستنفدنا كل قواميس اللغة، وأرهقنا اليأس ونحن ننفخ في بالونات مثقوبة، ونخاطب أصناما لا تسمع، وننصح ونحذر ولكنهم في الفنادق والمنتجعات يبحثون عن حياة آمنة لهم ولأسرهم، ويديرون للوطن والمواطن ظهورهم.
يا سيادة الرئيس، لعله لم يبلغك استبشار الناس بقدومك، ودعواتهم لك في العشر الأواخر من رمضان، لكن ذلك الحماس يتراجع يوما بعد آخر، فكل يوم يمر هو كألف سنة حيث لا يخفى عليكم وضع الشعب وحاله الذي لا يسر أحدا، لقد ضاقت الحياة بالناس وسدت في وجوههم كل أبواب التفاؤل، كان لديهم بقايا أمل في التغييرات الأخيرة، ولكنها في تضاؤل لاسيما حينما لم يجدوا أي تحسن لا في السياسة ولا في الاقتصاد، باستثناء أحاديث الودائع، لكن دون أثر على الأرض.. فلا تفقد الأمل في قلوب الناس ولا تسمح للإحباط أن يعود إلى قلوبهم، وأنت اليوم في آخر سنوات عمرك، ولن يبقى من حياتك أكثر مما مضى، فاجعل ما بقي من عمرك ذكرى خالدة تتوارثها الأجيال.
بادر يا سيادة الرئيس -وفقك الله- إلى فعل شيء يلمس المواطن أثره، فلقد أشبعهم سلفك غيابا وضياعا فلا تتبع أثره، واستغل ما بقي من عمرك القصير، وكن خير سلف لأسوأ سلف، وإن كانت المعركة الميدانية تمر بهدنة هشة، فإن معركة البطون وجنون الأسعار وانيهار العملة لا هدنة لها ولا نصير.
أرجو أن تصلكم رسالتي وأنتم في صحة وعافية وأتم الجاهزية لخدمة هذا الشعب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
دمت ودام الوطن بخير
يحيى الأحمدي
مواطن نازح إلى مارب.
17 يونيو 2022