يجري حاليا تطوير تقنية جديدة باستخدام الليزر، لنقل الطاقة الكهربائية إلى مسافات كبيرة وبصورة آمنة إلى محطات شبكات الـ5G، ما سيجعل المشروع واحدا من أهم المشاريع المستقبلية التي ستغيّر من شكل الكهرباء في العالم. 

ويجري فريق من المهندسين محاولة نقل الطاقة الكهربائية باستخدام أشعة الليزر عالي الكثافة بدون أسلاك، عبر تقنية تسمى "Optical Beaming". 

ويعتمد توليد الكهرباء اللاسلكية في الأساس على خاصية أو ظاهرة علمية قديمة ومعروفة تعرف باسم "الرنين" أو الصدى الكهرومغناطيسي، ويقصد بها استجابة مادة ما لتردد معين، بحيث تهتز أو تتصرف بالنمط أو الشكل نفسه استجابة لذلك التردد.

وتبعا لقانون "أمبير"، فإنه عند مرور التيار الكهربائي بأحد الأسلاك يتولد مجال مغناطيسي خاص حول هذا السلك، وإذا ما تم لف السلك المعدني وعمل ملف دائري ستكبر قيمة المجال المتولدة وتتضاعف بشكل طردي بالتناسب مع سُمك السلك وعدد لفات الملف.

وإذا ما تم وضع ملف آخر في دائرة وجود المجال الكهرومغناطيسي فسينشأ تيار كهربائي مستحث في الملف الجديد.

وستكون التقنية الجديدة قادرة على نقل الكهرباء بطريقة آمنة تماماً. 

وتم إجراء الاختبارات العملية الأولية لهذه التقنية التي أنشأتها شركة "باورلايت" الأمريكية بالتعاون مع شركة الاتصالات السويدية (إريكسون).

والتقنية تعتمد على الليزر، وتحوّل الكهرباء إلى ضوء عالي الكثافة، ثم يتم التقاطه وتحويله إلى كهرباء في محطة الراديو الأساسية.

وحسب مهندسي المشروع، فإن الهدف من هذه التقنية هو تشغيل أبراج شبكات الـ5G حول العالم، لاسيما في الأماكن النائية، حيث يكون مد خطوط الكابلات الكهربائية مكلفاً وربما صعباً للغاية.

وتعتبر شركتا Ericsson PowerLight Technologies هذا الإنجاز بمثابة خطوة رئيسية نحو نقل كميات أكبر من الطاقة الكهربائية عبر مسافات أطول.

وتقنية الشحن اللاسلكي متاحة اليوم للأجهزة الإلكترونية الصغيرة، مثل الهواتف المحمولة والساعات.

 لكن القفزة الكبيرة، التي تحقق بهذا المشروع، هي من أجل تطوير أنظمة لنقل عدد من الكيلووات من الطاقة الآمنة لمسافة تصل إلى عدة كيلومترات، وستكون متاحة تجاريا في السنوات القليلة المقبلة.

وستسمح الفكرة بإنشاء شبكات على مساحات كبيرة بدون مراكز سكانية أو تركيبات كهربائية معقدة من أي نوع، مما يوفر تغطية لشبكات الـ5G في أي جزء من العالم.