منذ تعيينه محافظاً لمحافظة شبوة قبل عدة أشهر يخوض محمد صالح بن عديو مواجهة مفتوحة مع النافذين وشبكات الفساد، وضداً على الموجة السائدة والقائمة على التعايش مع شبكات الفساد يحاول بن عديو أن يقدم أداءً مختلفاً حسب متابعتنا للأخبار الواردة من محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن).
قبل فترة تسربت أنباء عن استقالة بن عديو احتجاجاً على تدخلات نافذين للحيلولة دون إقالة ومحاسبة مسؤولين متورطين في قضايا فساد، إلا أنه بعدها عاد إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة لممارسة نشاطه، وبعد عودته شهدت المحافظة توترات تطورت إلى مواجهات مسلحة بين تشكيلات عسكرية وأمنية وبين قبليين وأحداث لها علاقة بتضرر مصالح نافذين كانوا يستفيدون من نقل النفط.
المصدر أونلاين أجرى مقابلة مقتضبة مع محافظ شبوة قبل حوالي أسبوعين قبل أن تشهد المحافظة مستجدات تحركات عسكرية لقوات موالية للإمارات تحت لافتة مواجهة الإرهاب، ننشر نصها:
* منذ توليك مسؤولية محافظ شبوة أعلنت أن الفساد ألد أعدائك واتخذت عدة خطوات في هذا الإتجاه.. إلى أي مدى حققت الخطوات التي قمتم بها تصحيح وضع الإدارات الحكومية؟ وهل وصلت التغييرات إلى نهايتها أم أنها لا تزال مستمرة؟
- لاشك أن الفساد هو ألد أعداء الشعوب والمجتمعات والأمم ولو نظرنا لحجم الضرر الذي سببه الفساد لوطنا فهو لايقل عن أثر الحروب والمحزن أن الفساد تحول الى منظومة وسلوك أديرت به الدولة على مدى عقود من الزمن وهو متجذر في عمق مؤسسات الدولة، لكن هذا لايعني أنه محصن فبالارادة والاخلاص سنكتشف أنه ضعيف وواهن.. بالنسبة لي قلت منذ اللحظة الاولى التي كلفت بقيادة محافظة شبوة أننا نرغب في فتح صفحة جديدة ننتشل محافظتنا من واقعها السيئ، وأننا نريد الجميع أن يتحمل مسؤوليته ولن نحاكم الماضي لكننا بالمقابل لن نتسامح مع من يكرر الخطأ ويسيئ استخدام السلطة، واتخذنا بعض الإجراءات في هذا المجال وهي رسائل أن من أحسن سيكافأ ومن أخطأ سيحاسب.
* ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجهونها عند إقالة مسؤولين فاسدين، وماذا عن تدخل أطراف نافذة للوقوف معهم سواء أطراف محلية أو مركزية؟
- قلت لك إن الفساد أصبح منظومة، ووجد البيئة الملائمة ليتكاثر وينخر مؤسسات الدولة على مدى عقود من الزمن وسلاحنا في مواجهته هو الإرادة والقانون ولن نلتفت لأي نوع من الضغوطات مهما كانت ما دمنا نسير في الطريق الصحيح فمسؤوليتنا تحتم علينا الحفاظ على محافظتنا ومواردها.
* أين وصلت نتائج التحقيق باشتباكات مرخة بين قبائل المحضار وقوات النخبة الشبوانية؟ وكيف تتعاملون مع هذه القوات خاصة أنها خارج المؤسسة العسكرية والأمنية؟
- في قضية مرخة شكلت لجنة بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية والاخ نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وباشرت عملها والتقت بجميع الأطراف وأعدت تقريرها ورفعته لرئيس الجمهورية لمعالجة آثار هذه الحادثة.
لمعرفة المزيد حول كيف انتهت قضية المواجهات بين النخبة الشبوانية وقبائل المحضار:
[64 مليون ريال سعودي.. حكم قبلي ضد الإمارات لإنهاء حادثة اقتحام "الهجر" بشبوة]
* كيف تنظرون للهيئة الشعبية التي شكلها اللواء مساعد حسين من قبائل شبوة
- نحن في محافظة شبوة وخلال الثمان السنوات الأخيرة التي شهدت أحداثاً كبيرة أحدثت هزات ضخمة في البلاد استطعنا الحفاظ على روح التوافق في هذه المحافظة وهذا يعكس الوعي الذي تتمتع به النخب في شبوة، سلطة وقوى سياسية ومكونات وأحزاب، ونحن كسلطة نمد أيدينا للجميع في بناء هذه المحافظة ونرحب بأي دعوة تنسجم مع الخط الوطني الذي يقوده فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ويدعمه الاشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، مع احترامنا الكامل لكل الآراء والتوجهات التي نتفق أو نختلف حولها وهذه هي الأرضية التي نبني عليها علاقتنا مع جميع المكونات السياسية والشعبية في محافظة شبوة.
* خلال زيارتكم الرياض ولقائكم الرئيس وقادة الشرعية.. هل طلبتم صلاحيات أوسع أو حصلتم على امتيازات للمحافظة، خاصة أنها تسربت أنباء عن تقديمك استقالة من منصب المحافظ بسبب تدخل نافذين لمنع إبعاد فاسدين من مواقعهم؟
- خلال زيارتنا للرياض التقينا فخامة الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء وقيادات الدولة وايضا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وطرحنا هموم المحافظة ومعاناتها وتقدمنا بمشاريع لتنمية المحافظة، بالنسبة للصلاحيات فهذه مسألة محسومة في قوانين السلطة المحلية ولوائحها وأما ما أشيع عن تقديم الاستقالة فهو عار عن الصحة تماماً وإشاعات لا صحة لها.
* ماهي أبرز المشاريع التي أدرجتموها ضمن خطتكم التنموية والتي ينتظرها المواطن البسيط المعول على أن يرى نتائج إيجابية لخطوات الإصلاح الإداري والمالي بالمحافظة؟
لدينا مصفوفة اولويات نعمل عليها فالخطوة الأولى التي قمنا بها هي إعادة تقييم للوضع في المحافظة، وتحديد قائمة أولويات في مختلف الجوانب: في الكهرباء والصحة والتعليم والطرق والنظافة، بعضها سيتم تمويله محليا من مبلغ المليار الريال الذي وجه به فخامة الرئيس للاحتياجات العاجلة والبعض الآخر من حصة المحافظة من مبيعات النفط ومشاريع أخرى سيتم تمويلها مركزياً وأخرى من الجهات المانحة والداعمة.
* أين وصل العمل بمشروع الميناء في "النشيمة" والذي وجهتم بإجراء دراسة طارئة لإنشاء مخزون نفطي هناك؟
بالنسبة لميناء النشيمة هو ميناء نفطي يتم حاليا تصدير النفط المنتج من حقول العقلة إليه وهو يعمل حالياً وإن كان بحاجة إلى إعادة تأهيل، وأما الخزان الاستراتيجي فهو مشروع نطمح إليه وكلفنا لجنة تقوم بإعداد الدراسات اللازمة لها ونطمح لتنفيذه بالشراكة مع القطاع الخاص بنظم B.O.T وحاليا لدينا ميناء لتصدير الغاز في بالحاف وميناء تصدير النفط في النشيمة ونسعى لإنشاء ميناء قنا كميناء تجاري ومع خزانات الخزن الاستراتيجي نكون قد حققنا بإذن الله أهم مقومات البنية التحتية في هذا المجال.
* بالنسبة للتوتر الذي شهدته العقلة، هل اتضح لكم من المستفيد منه ويقف خلفه خاصة أن بيان اللجنة الأمنية بشبوة كان أكد أن هذه الحادثة مفتعلة؟
- من المهم التأكيد أننا في شبوة نقوم بإنتاج النفط من الحقول في العقلة ويتم تصديرها لتعود بالنفع على الاقتصاد الوطني عامة وعلى شبوة خصوصا وأن إعادة الإنتاج هو مؤشر جيد لبقية الشركات لاستئناف عملها وخصوصاً إعادة تصدير الغاز المسال وهنا نتحدث عن مصالح وطنية عليا. بخصوص مشكلة العقلة استخرجنا توجيه من وزارة النفط والمعادن لعمل مناقصة لنقل النفط الخام من العقلة إلى عياذ وتكون حصرية بين أبناء محافظة شبوة لحين مد الأنبوب إلا أننا فوجئنا بقيام بعض الأخوة بالتقطع لقواطر النفط والادعاء بالأحقية في النقل، رغم أن مجال المنافسة مفتوح لجميع أبناء شبوة مما تسبب في ايقاف الإنتاج وتهديد الشركة بتعليق عملها وبعد أن بذلت كل الجهود لإقناعهم بالخطأ والضرر الذي يلحقونه بالبلد دون جدوى تم التعامل مع الموقف من قبل القوة المكلفة بالحماية واستئناف العمل.
* هل تم إقرار نسبة 20 % من مبيعات النفط التي أقرتها الحكومة لصالح التنمية في المحافظات المنتجة للنفط ؟
- نعم ونسير في الإجراءات المالية للتحويل لغرض الاستفادة من هذه المبالغ في مشاريع تنموية في المحافظة.