عبدالسلام محمد
لو تصورنا أن السعودية و الإمارات لم يتدخلا في اليمن من خلال عاصفة الحزم لمواجهة أطماع إيران بواجهة الحوثيين ، فما هو السيناريو الذي سنتخيله أقرب للحصول ؟
السيناريو الأول: سيطرة الحوثيين كاملا على اليمن، وهو سيناريو أسوأ من الوضع الحالي.
السيناريو الثاني : مقاومة يمنية تعرقل سيطرة الحوثيين، لكن بالتاكيد من الصعب أن تستعيد هذه المقاومة #صنعاء، وربما تفشل في اخراج الحوثي من المحافظات الشرقية والجنوبية كما هو الوضع الحالي .
إذن عاصفة الحزم بما رافقها من أخطاء حققت على الأقل بقاء شرعية دولية للحكومة اليمنية غير شرعية الواقع التي يملكها الحوثي شمالا ، إلى جانب تحرير مساحة كبيرة من قبضة الحوثي تصل أكثر من ثلثي مساحة اليمن، وحماية نصف سكان اليمن الذين غالبيتهم نازحين في مناطق محررة مثل مارب وحضرموت وتعز والمهرة وعدن.
تقييم عاصفة الحزم التي أطلقها جيراننا الخليجيون يجب أن يكون وفق السيناريو الأسوأ في حال لم يعلن عنها، وليس وفق طموحنا نحن اليمنيين ، فمصالحنا الوطنية لا يمكن مطلقا أن تتطابق مع مصالح دول الخليج 100%، لكن تتكامل وتتقارب ، ولذلك علينا كيمنيين أن نبني على ما تحقق من نجاح في عاصفة الحزم ونحقق مصالحنا الوطنية وعلى رأسها استعادة كامل التراب اليمني واستعادة العاصمة والدولة، بدلا من التباكي على مالم تحققه لنا أبوظبي والرياض .
وسيظل تأريخ إعلان عاصفة الحزم 26 مارس 2015 هو تأريخ منع إيران من السيطرة الشاملة على الجمهورية اليمنية جنوب الجزيرة العربية، وسيأتي بالتأكيد تأريخ التحرير الشامل، لأن بذرة المقاومة لازالت تنمو وتتعزز وتكبر داخل اليمن وعلى مرأى ومسمع جماعة الحوثي التي قبلت أن تكون أداة إيران في اليمن ، وأصبحت الجماعة الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة والعالم من الأراضي اليمنية.
لمجرد الحديث عن سيطرة الحوثي على اليمن ، يجرنا السخط الى زوايا هامشية لا تأخذ البعد الحقيقي للمشكلة وحلولها ، مثل تحميل صالح والإمارات والسعودية والأحزاب والشعب اليمني المسئولية واتهامات لا نهاية لها ..
أود الإشارة هنا إلى أمرين :
الأمر الأول : كل التصرفات للجماعات السياسية المحلية بما فيهم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح بتحالفه مع الحوثيين، أو المعارضة السياسية التي تقاربت مع تيار الهاشمية الأيدلوجي، وتصرفات الإقليم بما فيها دول الخليج المتخوفة من سيطرة الأخوان المسلمين على الحكم في المنطقة والتي أدت إلى استفادة إيران من الأوضاع ، تظل تكتيكات خاطئة غير محسوبة وغير مدركة للواقع، لكن لا يعتبر هؤلاء أعداء لليمن أسقطوها لصالح إيران عمدا ، بل بغفلة والغفلة يمكن معالجتها باعادة التحالفات.
الأمر الثاني: سيطرة الحوثيين على الحكم في اليمن جاء في إطار الاستراتيجية الإيرانية وليس له امتداد وطني ، وأي تفاهمات معه من الشركاء المحليين أو الإقليميين لن تكون مجدية إلا إذا انخرطت في الرؤية الإيرانية وأصبحت جزء منها تحكمها أوامر مرشد الحرس الثوري .
الأمران يفرضان صناعة استراتيجية جديدة للأمن الاقليمي والدولي بدون إيران وحلفائها، ونحن في اليمن نحتاج لتكاتف وتعاضد كبير حتى يمكننا من خلق تيار قوي قادر على هزيمة الحوثيين وحلفاء إيران في اليمن.
*رئيس مركز ابعاد للدراسات الاستراتيجية