هنا رداع: متابعات
نص البيان:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم .
وقفت اللجنة الطبية العسكرية في اجتماعها الدوري أمام الوضع الذي يمر به جرحى الجيش الوطني من إهمال ونسيان - نخشى أن يكون متعمد – من مجلس القيادة الرئاسي ومن حكومة الدكتور معين عبدالملك , والتي لم تصرف ولم تعتمد أي مبلغ لعلاج الجرحى الأبطال الذين ضحوا بدمائهم من أجل استعادة الجمهورية , رغم الوعود الكبيرة والكثيرة والمتكررة .
جرحانا الأبطال :
لقد تفاءل اليمنيون بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي مطلع شهر ابريل وعقدت عليه آمال عريضة في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب, والاهتمام بما يحقق هذا الهدف, ومنها الاهتمام بالجرحى وتأمين علاجهم , وأطلقت الوعود بتشكيل هيئة وطنية لرعايتهم ورصد المبالغ اللازمة لرفع معاناتهم وتخفيف آلامهم , وها نحن ذا اليوم وبعد مرور سبعة أشهر, لم يتحقق أي مما وعدوا به, بل تم قطع المخصص الذي كان يصرف بين فينة وأخرى من الحكومة لعلاج الجرحى, وأصبح الجرحى يتسولون علاجهم متنقلين بين اللجنة الطبية ورئاسة هيئة الأركان وبيوت المسئولين , ووصل الحال الى تسول الجرحى علاجهم في شوارع القاهرة مع الأسف الشديد.. ومع ذلك لا مجيب لهم ولا مسعف لجراحهم؛ فتعفنت الجراح وفاضت أرواح البعض إلى بارئها تشتكي إلى الله إهمال المسؤولين وتخاذل المعنيين.
جرحانا الأبطال :
انه مما يؤسف له أن تقوم وزارة المالية بمصادرة مبلغ (12مليون دولار) كانت قد قامت برصده ضمن ميزانية وزارة الدفاع ولم نكن نعلم به الا مصادفة عندما اخبرنا بأمر من وزارة المالية بسحب المبالغ من حساب وزارة الدفاع الى حساب خاص بوزارة المالية , رغم المتابعة الحثيثة من ممثل وزارة الدفاع لدى وزارة المالية .
وإننا أمام هذا الوضع المأساوي نود أن نوضح ما يلي:
تقدمت اللجنة بموازنة لعلاج الجرحى في الخارج للعام 2022م وتم رفعها في شهر سبتمبر من العام 2021م .
اجتمعت اللجنة مع قيادة الدولة وقيادة وزارة الدفاع وقيادة السلطة المحلية وناقشت الوضع معهم , وطلبوا منها إعادة التقييم وفرز الحالات حسب إمكانية التدخل هنا أو استقدام فرق طبية زائرة أو السفر على أن يكون في حدوده الدنيا.
تم رفع تصور إلى مجلس القيادة الرئاسي حول تشكيل هيئة لرعاية الجرحى وطبيعة عملها وتم تسليمه إلى رئيس المجلس مباشرة.
الاجتماع مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي وتسليمه مذكرات تتضمن ما يلي:
مبلغ إسعافي لاستكمال علاج الجرحى المتواجدين في جمهورية مصر العربية.
اعتماد موازنة علاج الجرحى للعام الجاري 2022م.
اعتماد مبلغ علاج الحالات المستعصية التي تعذر علاجها في جمهورية مصر العربية.
أهم الاحتياجات الضرورية لتطوير العمل الطبي في مستشفيات محافظة مأرب.
الاجتماع مع اللجنة المشكلة من البرلمان وتوضيح وضع الجرحى ومدى معاناتهم وتسليمها تقرير تفصيلي مع مقترحات للنهوض بالعمل الصحي.
العشرات من المذكرات والمناشدات للمسؤولين والمعنيين للاهتمام بالجرحى والتخفيف من معاناتهم.
ورغم كل هذا, وبالرغم من المتابعة الحثيثة وإرسال فريق إلى المملكة العربية السعودية لمتابعة إنجاز الوعود إلا أن النتيجة مخيبة للآمال.. فما تم بعد سبعة أشهر هو صرف المبلغ الإسعافي والذي كان من المفترض أن يتم صرفه خلال يومين من طلبه, ولم يصل ذلك المبلغ إلا وقد تجاوزت ديون اللجنة المبلغ المسلم وبفارق كبير جدا.
وعليه يؤسفنا إعلان ما يلي:
تعلن اللجنة - وبكل أسف - توقيف العلاج في الخارج وإعادة جميع الجرحى المتواجدين في الخارج إلى أرض الوطن مع نهاية شهر ديسمبر من العام الجاري .
رفع الكشوفات المقر سفرها بعد إعادة التقييم إلى القيادة لعمل الحلول اللازمة لاستكمال علاجهم.
نحمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المسؤولية الكاملة في ما وصل إليه وضع الجرحى, ويتحملوا أمام الله كل روح زهقت بسبب التأخر في العلاج .
نحمل وزارة المالية الوزر الأكبر من الحاصل للجرحى بسبب سعيها لسحب مبلغ رصدته لعلاج الجرحى ولم تصرفه لهم , ونعد هذا التصرف من باب الاستهتار بأرواح الجرحى والعبث بحياتهم .
الرحمة للشهداء- والشفاء للجرحى- والحرية للمعتقلين- والنصر لليمن
صادر عن اللجنة الطبية العسكرية
الثلاثاء 29/11/2022م