الهدهد نيوز | متابعات :
العميد أبو بكر الجبولي، قائد اللواء الرابع مشاه جبلي، يُعرف بنفسه أنه مواطن يمني بسيط يطمح كغيره من أبناء الوطن بالحرية والأمن والاستقرار والنماء، ذمته المالية قبل التعيين (كلاشنكوف ـ مسدس ـ 500 ألف ريال يمني)، ينتمي لمحافظة لحج، وتنتشر قوات لواءه في لحج وتعز، يفسر ذلك بأنه تجسيد واقعي للوحدة اليمنية ومظهر الحقيقي لتركيبة الجيش الوطني .
المسؤولية تعني له أمانة وواجب مقدس، ويرى في المنصب موقع لخدمة الوطن والشعب.
تحدث عن نشأة اللواء وطبيعة مهامه ومسرح عملياته وعلاقاته بالتحالف العربي وطارق صالح وحقيقة المناوشات التي تحدث بين الفينة والأخرى مع اللواء 35 وأحداث التربة وأمور عسكرية أخرى تجدونها في ثنايا الحوار....
•العميد أبو بكر الجبولي: أحييك وأرحب بك في هذا اللقاء عبر صحيفة حماة الوطن، نود في البداية أن تطلعنا على تاريخ اللواء الرابع مشاة جبلي وقوامه ونطاق مسرح عملياته العسكرية؟
في العام 2017م تم تشكيل اللواء بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم (172)، ويضم اللواء 2460فرداً (عسكريون سابقون ومجندون جدد), جميعهم اشتركوا في العمليات العسكرية وينحدرون لكل محافظات الوطن.
مسرح عمليات اللواء في محور تعز تم تحديدها من هيئة الأركان بموجب الأمر العملياتي رقم (59) للعام 2018م, في مساحة تقدر بـ 50كيلو متراً طولاً بين الشرق والغرب, وعمقاً يصل لأربعين كيلو متراً، وتقع ضمن مسرح عمليات اللواء الرابع مشاة جبلي جبهات حيفان – الأحكوم – المقاطرة – شعب طور الباحة – جرداد راسن – بني عمر العلقمة حتى مفرق الظريفة بين الشمايتين والوازعية, وإضافة لمهامنا القتالية نعمل على تأمين ونقل المرتبات لتعز, والإمدادات العسكرية والغذائية والطبية, وتأمين كبار الشخصيات في تنقلاتهم عبر الخط الرابط بين تعز وعدن.
•ما أهم انتصارات اللواء التي تم تحقيقها منذ نشأته وحتى الآن؟
أفراد اللواء كانوا ضمن المقاومة الشعبية التي تشكلت إبان سقوط جبهة حيفان في العام 2016م، حيث قادوا معارك التحرير بمديرية المقاطرة بشكل كامل من مليشيا الحوثي في 30 نوفمبر 2016م، وأعادوا فتح منفذ الإمداد الوحيد لتعز (المقاطرة ـ هيجه العبد )، وأفشلوا مخططات اسقاط الجبهات عدة مرات، وبعد تشكيل اللواء رسمياً قاموا بتحرير جبهة (عيريم- حيفان- الجوازعة) رفقة الألوية 17 مشاة والرابع والخامس حماية والسابع مشاة والثاني دعم وإسناد, وللواء انجازات ميدانية منها إفشال مخطط إسقاط طور الباحة وخنق تعز مرة أخرى, كما حرر أبطال اللواء جبهات (جرداد راسن- العلقمة , بني عمر), بعد شهرين من تسلمها.
•اللواء ينتشر في المناطق المحاددة بين لحج وتعز ماسر ذلك وما أهمية المسرح العملياتي في تلك المناطق؟
الجيش لا بد أن يكون وطنياً خالياً من المناطقية والطائفية والقبلية والحزبية, ولتكن همومنا كبيرة بكبر وطننا اليمن دون تلويث بآفات التمايز الطبقي والمناطقي وما سواه, وشرف كبير أن يتجاوز اللواء النعرات المناطقية, ويصبح منتسبيه من كل أنحاء الوطن دون فرز مناطقي, فتعز لدينا تعني اليمن قاطبة, كما كانت مدينة المناضلين الأحرار, ومحور الثوار من كل أبناء الوطن إبان ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين, ستظل تعز تلعب هذا الدور النضالي المتميز لا تفتش في الانتماءات ولا المناطق ولا تبحث عن ولاءات غير وطنية, ولهذا نحن من لحج وشبوة وأبين وضمن محور تعز.
•البعض يعتبر ذلك استفزازاً لأبناء الحجرية؟
لايُستفز من وجود الجيش الوطني في هذه الظروف سواءً في تعز أو غيرها من المحافظات المحررة إلا من كان أسيراً للحقد المناطقي القائم على التمزق والشتات(...)، إن لم نقبل بعضنا, ونتعاون كأبناء وطن واحد سينحرف المسار للارتهان لدول أخرى, والواقع خير شاهد, يتطرف البعض ويرفض أبناء وطنه, ويقود حملات حقد ضدهم رغم أنهم معه في خندق واحد, لكنه بمهانة يقبل أن يعمل في ظل وصاية دولة أخرى, وهذا لن يحدث في تعز, ولا يمكن لأبنائها القبول بممارسات كهذه.
•تواجدكم في المنفذ الجنوبي لتعز المهم استراتيجياً, هل كان مخطط له, وكيف تتعاملون مع هجومات الحوثي, بإمكانياتكم الحالية؟
أهمية المكان من طور الباحة ومابعدها وصولاً إلى تعز فرض نفسه بفعل مطامع المليشيات الحوثية وتحركاتها لخنق تعز واستهداف عدن ولحج من المرتفعات الجبلية الشاهقة في المقاطرة وطور الباحة وحيفان والقبيطة, فكان تواجدنا في هذا المكان للتصدي للمطامع الحوثية وتأمين تلك المناطق.
أما بالنسبة للتعامل مع هجوم المليشيات الحوثية من البديهي أن يكون قتالياً كأي قوة قتالية تواجه عدواً, أما عن الإمكانيات فلن تكون عائقاً أو عذراً لدينا يثنينا عن الدفاع عن شرفنا وكرامتنا ووطنا.
•على المستوى الإداري والتدريبي ما الذي أنجزه اللواء؟
تم انجاز الكثير خلال الفترة الماضية ونسعى لتحقيق المزيد من النجاحات خلال العام العملياتي 2020م الذي تم تدشين برنامجه العام وحصل اللواء على تقييم مميز.
مايخص الدورات التدريبية لا تتوقف في اللواء في كل عام تدريبي, ونعتبر التدريب المتواصل أهم عوامل النجاح عسكرياً وقتالياً, وخلال العام المنصرم 2019م عقدت في اللواء أربع دورات تدريبية في تخصصات عدة: ( مستجدين – صاعقة ـ حماية شخصيات ـ مهارات قتالية ) بالإضافة لتخرج دفع في التدريب النوعي ( مدفعية عيارات ودروع – هندسة – سرية قناصة).
•ترددت أنباء في وقت سابق وفي مناسبات كثيرة عن مناوشات تدور بين اللواء الرابع مشاه و اللواء 35 مدرع ..لماذا ؟
وكيف هي علاقتكم باللواء 35 مدرع ؟
كألوية عسكرية أجزم بالنفي أنه لاوجود لأي مناوشات بيننا وبين اللواء 35مدرع, ولم تحدث مطلقاً، فنحن كجيش وطني لا يمكن أن نسمح بأن تتحول فوهات بنادقنا إلى صدور بعضنا بعض, حرصنا ونحرص على مزيد من التعاون, ومتفقون على رفع أي قضايا فيها لبس أو سوء فهم تحدث بين أفراد من اللواء ترفع لقيادتنا العسكرية العليا لتفصل فيها, وحرصنا معاً إلى أن أي تصرفات مليشياويه خارجة عن القانون لا يمكن حسابها على هذا اللواء أو ذاك, وكل قائد وحدة عسكرية مسؤول عن ضبط منتسبيه وإحالتهم للمحاسبة حينما يتصرفون كخارجين عن القانون أو الرفع بهم للجهات المختصة للتحقيق معهم ومحاكمتهم وفق القانون العسكري.
وأحب أن أنوه هنا إلى وجود جهات تسعى إلى ترويج الأكاذيب واختلاق المشاكل وتشتيت الجهود تعمل من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام إلى الترويج عن مناوشات ومواجهات عسكرية بين لواء عسكريين، وكل ذلك اختلاقات لا أساس لها.
•تشهد التربة أحداثاً يتم لصقها بالألوية العسكرية المرابطة هناك, ما طبيعة تلك الأحداث وما أسبابها وأبعادها ؟
مايحدث هي أحداث عرضية وممارسات فردية، إلا أن هناك من يسعى لتضخيمها ويصنع منها معارك طاحنة, وبدلاً من توحيد الخطاب لمواجهة الظواهر المشينة, وتحميل الجاني مسؤوليته كجانٍ وفق القانون، يعمل المروجون لأجندة الصراعات على تسمية الأسماء بغير مسمياتها, فجهة تصفه صراع نفوذ سياسي, وأخرى مالي, والبعض مناطقي قبلي.
ويجب أن نشير إلى أن التعاطي غير المنصف مع القضايا وحقيقتها ينجم عنه نتائج سيئة لا يتضرر منها إلا البسطاء, ولو تم إحالة كل من يخطئ للجهات المعنية والمحاسبة أولاً بأول لن نجد من يخرج عن القانون أو يتجاوزه.
•هل للواء وأفراده صلة بالأحداث التي تشهدها التربة؟
من غير المعقول أن يتحول المدافع عن هذه المدينة إلى معتدٍ عليها, الكتيبة التابعة للواء المتواجدة في التربة، ماتقوم به هو تأمين للمنطقة والأحداث التي تحدث في المديرية تحدث في كل المديريات، وأي متهم بأي جريمة لابد أن يحال للأجهزة الأمنية ويمثل للقانون كان مدنياً أو عسكرياً فلا يوجد أحد فوق القانون.
اللواء يتعرض لحملة شائعات كيدية تستهدف أفراده والغرض منها التشويه وإثارة النعرات المناطقية والحزبية الضيقة, والأكثر إساءة وقبحاً أن تجد من يروج لتلك الأباطيل ممن هم حتى الفترة القليلة الماضية في صف الحوثي ومهدو لتسليمه المدينة يوم أن كان الأبطال وما زالوا في مقدمة صفوف التصدي لمليشيات الحوثي الإمامية يبذلون أرواحهم رخيصة للذود عن دينهم ووطنهم، فخلال عام واحد فقط جرى الترويج لأكثر من مئة شائعة كاذبة بتهم متنوعة تستهدف اللواء الرابع مشاة جبلي ومنشورات تحريض تستهلك لمدة أسبوع, ويجري إنتاج شائعة أخرى بديلة.
هذه الشائعات والأكاذيب لاتستدعي منّا اهتماماً بقدر ما يستدعى منّا مواجهته بمزيد من العمل المخلص والانجاز فينكشف الزيف ويبقى الانجاز ماثلاً يلجم أفواه المهرجين.
•ماذا عن علاقتكم في قيادة اللواء الرابع بكلٍ من (التحالف العربي) و (قوات العمالقة)..؟
علاقتنا مع الجميع علاقة احترام وتقدير وتعاون متبادل بموجب اختصاصاتنا ومهامنا المشتركة وعبر الأطر الرسمية للجيش, فالجميع في خندق واحد ضد المليشيات الحوثية كعدو مشترك انقلب على الشرعية الدستورية.
•ما طبيعة تواجد أسر أفراد تشكيلات "طارق صالح" في التربة؟
نحن نرى تواجدهم حتى الآن على أنهم مواطنين نازحين هم وأسرهم هروباً من اضطهاد وملاحقة المليشيات الانقلابية, وواجبنا التعامل معهم كغيرهم من النازحين بأخلاق حسنة, وتوفير الحماية لهم والعمل على تشجيع كل من يترك المليشيات الحوثية, وينضم للقوات التي ترفضها.
نحن رجال دولة, لا بد أن نكون لكل اليمن ساعيين لتقوية الصف الجمهوري لمواجهة المليشيات الحوثية, ومن يريد الانضمام لصف الشرعية عليه بتغيير أخطائه السابقة, ولابد أن تكون هناك ضوابط وأسس لمثل هذه التحولات وأهمها أن نكون جميعاً مدافعين عن الوطن تحت قيادة واحدة وهي الشرعية الدستورية المعترف بها دولياً, وتفعيل دور الاستخبارات العسكرية بقوة لمعرفة من يريد أن يعمل من وراء الستار لخدمة الحوثيين مرةً أخرى.
•هل تربطكم علاقة تواصل مع "طارق صالح" ؟
لالا..لا توجد مهام عسكرية قتالية مشتركة بيننا حتى نتواصل, ونحن في مسرح عمليات بعيدة جداً عن المسرح القتالي المحدد للتشكيلات التي يقودها, وأي تواصل معه أو أي قائد لقوات خارج المحور والمنطقة يعد من اختصاص قيادة المحور والمنطقة, أو وزارة الدفاع, وليس من اختصاصنا كقيادة وحدات.
•كيف ترى المشهد العسكري في تعز ؟
الجيش يملك زمام المبادرة في تعز، والمدينة التي واجهت غطرسة المليشيات وترسانة ألوية الحرس الجمهوري ولم يكن لدى المدافعين عنها إلا سلاحهم الشخصي بلا دعم ولا امكانيات، بإذن الله قادرة على وأد هذا المشروع الانقلابي فيما تبقى من مساحة المحافظة 15% غير المحررة.
•متى سيتحرك الجيش في تعز لاستكمال تحرير المحافظة, يتساءل أبناء تعز؟ومتى توقف الجيش الوطني في تعز عن القتال حتى نقول متى سيتحرك؟
الأعمال القتالية في جميع جبهات تعز لا تتوقف ويحقق الجيش الوطني انجازات ميدانية, صحيح أنها بطيئة بفعل معوقات عدة ميدانياً ولوجستياً وادارياً ..الخ, إلاّ أنها انجازات سنلمس أثرها في الوصول إلى استكمال تحرير ما تبقى قريباً بإذن الله, ورغم الصعوبات لكننا سنكون أكثر جلادة وصبراً وقدرة على التحدي ومواصلة الكفاح, ويكفينا في هذه المحافظة الصامدة فخراً بدعم مواطنيها ومساندتهم لأبطال جيشهم الوطني مشكلين محضناً آمناً له، لم تنال منهم الدسائس والمكر, ولم تنحرف بمسارهم إغراءات الوقيعة.
•كيف تقرأ مستقبل ووضع المشهد العسكري في تعز حالياً, في ظل التطورات الأخيرة خصوصاً معارك نهم ؟
تعز كسرت الواقع المألوف في الجانب العسكري المرتبط بالإمكانات، كما أنها المدينة التي لم تتوقف جبهاتها، علاوة على انها تحررت من حصارها بجهود بسيطة وعتاد شخصي وانعدام لكل مقومات الدفاع, محافظة حاولت المليشيات تركيع أبنائها, وحرصت القوى المعادية على استهدافها, ولم تتوقف الدسائس ضدها لكنها في كل مرة بفضل الله تنتصر وتنهض من بين الركام أكثر قوة وأشد بأساً، الأحداث التي شهدتها جبهة نهم وجبهات أخرى، تمثل لتعز دافعاً وبقوة لمزيد من اليقظة ورفع الجاهزية, والمبادرة الميدانية ضمن أهداف رفع الحصار عن المدينة واستكمال تحريرها.
•هل ترى أن هناك إجماع وطني حول مسألة مواجهة الحوثي أم إن الأمر لم يعد كذلك؟
الإجماع موجود وسيظل ولن يفرط الشرفاء بالتضحيات اطلاقاً, المعركة ليست معركة مصالح تجارية أو خلافات تقبل المساومة والتشويه, بل هي معركة مصير بين من يريد بيع الوطن بثمن بخس أو يرتهن للخارج مقابل أموال مدنسة وبين من يريد له عزة وكرامة وعيش كريم, ولهذا لا خوف من تراجع الاجماع القوي فقد أضحى عقيدة راسخة لا ردة فيها ولا مبررات البتة بالانسلاخ عنه, الوطن مصير والتباين في التوجهات الوطنية ومصالح وجهات نظر فردية لا ترتقي إلى قدسية حب الوطن والذود عنه.
•سيادة العميد/ أبوبكر الجبولي , قائد اللواء الرابع مشاة جبلي, شاكرين لك هذا التجاوب والقدر الكبير من رحابة الصدر والإجابة على كل ما طرحناه, ونتمنى لكم التوفيق في مهامكم الوطنية, في ختام هذا الحوار هل من كلمة أو رسالة تود إرسالها عبر صحيفة حماة الوطن ؟
نشكركم, ونقدر جهودكم, ونجدد العهد والوفاء لشهدائنا الأبطال, ولجرحانا الميامين, ولأسرانا الصابرين أننا لن نكون إلا على طريق الرجولة, ولن نخذل التضحيات.